ما دلالة اعتراف أوكرانيا بالتقدم التكتيكي لروسيا على الجبهة؟

أفاد القائد الأعلى للقوات الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، بأن الوضع على الجبهة تدهور بشكل كبير، تزامنا مع تحقيق القوات الروسية نجاحات تكتيكية في جبهات عدة.

وقال سيرسكي إن "روسيا تشن هجمات دقيقة على طول خطوط المواجهة، وتحقق نجاحات تكتيكية في عدد من المناطق".

وأضاف المسؤول العسكري الأوكراني أن القوات الروسية "في محاولتها لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية واختراق خط الجبهة، ركزت جهودها في مناطق عدة، ما خلق تفوقا كبيرا من حيث القوات والقدرات".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، عمر معربوني، إن "الوحدات الروسية على خط الجبهة تعمل الآن على خمسة محاور قتال هي كوبيانسك وليمان وكريمينا وسيفرسك ودونيتسك وزابورجيه، ومن الواضح أن التقدم حاليا يجري على جبهة دونيتسك، خاصة أن القوات المتقدمة بعد تحريرها لمدينتي أفدييفكا ومارينكا، أصبحت تتقدم وتحرز نجاحات تكتيكية دائمة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى وضع عملياتي جديد يتيح للقوات الروسية الانتهاء من السيطرة على كامل ما يسميه الأوكران بخط القلاع، ومن ثم العبور باتجاه كوبيانسك، واستكمال السيطرة على ليمان وكراسني ليمان، بهدف الاقتراب من سلفيانسك وكراماتورسك".

وأوضح الخبير أن "نجاح القوات الروسية، يوم أمس الأحد، في تحرير مدينة نوفوباخموتوفكا، شمال أفدييفكا، سيمكّن القوات الروسية من الضغط على تشاسوف يار، على محور أرتيوموفسك في الجهة الجنوبية الغربية، واستكمال التطويق بعد وصول الوحدات إلى بوفدانوفكا إلى الشمال الشرقي من تشاسوف يار".

وأضاف معربوني: "يعني ذلك توفير حماية للمنطقة من القذائف المدفعية، وتحضير مسرح العمليات باتجاه الشمال الشرقي صعودا نحو سلفيانسك وكراماتورسك، وقد باتت القوات جاهزة للتقدم بما يؤدي إلى تحصين القوات الروسية بشكل كبير، فضلا عن البدء بتحضير مناطق في قطاع زابوروجيه وهو قطاع مهم جدا".

وأكد الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور فائز حوالة، أن "القوات الروسية تحرز تقدما واضحا وباعتراف الطرف الأوكراني، لكن الأمر مرتبط بالدول التي تدعم النظام الأوكراني بالأسلحة والعتاد، وهناك تراجع مستمر للجيش الأوكراني مقابل تقدم بطيء للجيش الروسي لكنه واثق وبأقل الخسائر الممكنة"، مشيرا إلى أن "هناك تضليل لدافعي الضرائب الأمريكيين من قبل الإدارة الأمريكية، خاصة بعد إقرار الحزمة الأخيرة من الدعم لأوكرانيا بقيمة 61 مليار، والتي يقدم فيها الجانب الأمريكي صواريخ طويلة المدى تبلغ 300 كيلومتر".

وأردف حوالة، بالقول: "من المحتمل أن يتم توجيه تلك الصواريخ ضد العمق الروسي، وهذا سيكون موضع مساءلات كثيرة، خاصة أن تخصيص هذا النوع من الصواريخ جاء قبل إقرار القانون بما يترتب عليه من مساءلة، مما يعني أن هناك تضليلا للرأي العام الأمريكي وتجاوزا للقوانين".

وأوضح الخبير أن "نحو 80 في المئة من حزمة المساعدات العسكرية ستظل في الداخل الأمريكي لأمر يتعلق بالانتخابات، لأن القسم الأعظم من هذه المساعدات سيذهب لشركات الأسلحة، حيث لاتتوفر حاليا المنظومات التي يطلبها زيلنسكي، باستمرار وبكميات كبيرة، خاصة بطاريات الباتريوت، فضلا عن أن هذه المنظومات أصبحت هدفا مباشرا وسهلا للجيش الروسي، مما يؤدي إلى ضعف فعاليتها، وإخفاقها في عرقلة تحقيق الأهداف التي وضعهتا روسيا، منذ بداية عمليتها العسكرية".